بعد أن عاش سعيد (27 عاماً) وريما (24 عاماً) عمرهما كاملاً في بيت واحد كأخوين، وجدا نفسيهما تحت الضغوط المجتمعية ينتقلان إلى بيت آخر، لكن هذه المرة كزوجين.
هذه ليست قصة فيلم سينمائي بل حقيقة حدثت في العاصمة الليبية طرابلس.
يحكي سعيد، حسب موقع "مراسلون" قائلاً "كنا نعيش وسط عائلة مكونة من أب وأم ونحن الولدان الوحيدان لهما في منطقة تاجوراء (شرق طرابلس). أنا خريج هندسة كمبيوتر ولكن لم أعمل بالمهنة لأنني كنت أساعد والدي في محل المواد المنزلية الذي كان يملكه، أما ريما فدرست الثانوية ولم تكمل دراستها لأنها لم ترغب في ذلك وظلت تساعد أمي في البيت".
كنا أسرة مليئة بالمحبة وكان والدانا يحباننا كثيراً ولكن في سنة 2009 وقعت الكارثة التي غيرت حياتنا.
كان يوم الجمعة عندما كان أبي وأمي خارج البيت لزيارة أحد الأقارب وحين عودتهما وفي الطريق الساحلي وقع لهما حادث مروري أودى بحياتهما في الحال. كان ذلك اليوم مؤلماً جداً، وكانت الصدمة كبيرة علينا أنا وأختي ريما التي أصابها الحزن الشديد لفراقهما.
بعد مرور شهرين على الحادثة أتى محامي العائلة إلى بيتنا ليخبرني أن والدي ترك لي أنا وريما كل مايملك، وتم تسجيله باسمينا، أي البيت والمحل الذي كان يملكه.
ويضيف كان أبي لديه خمسة أشقاء، وكان الشقيق الأكبر دائم المشاكل مع والدي ويحمل شعور الكره لي أنا وريما ولا نعرف لماذا. عند سماعه خبر أن والدي كتب كل مايملك لنا غضب كثيراً وجاء إلي ليقول لي أنتما لا تملكان الحق في ميراث أخي بل نحن لأننا أشقاؤه.
لم أفهم ماذا كان يقول، ولكن بعد أسبوع جاء إلى البيت يصرخ ويقول لنا علينا أن نترك البيت وإن هذا البيت من حقه هو وأخوته، تفاجأنا بهذا القول وأخذته خارج البيت لكي أحاول أن افهم هذا الكلام، فأخرج لي ورقة كان مكتوباً فيها بأننا أنا وريما لسنا إخوة، وأن كلاً منا لديه عائلة متوفاة، وهذه العائلة قامت فقط بتربيتنا. فكانت الصدمة ولم أستطع أن أستوعب هذه الحقيقة التي غيرت حياتنا، وبدأت أفكر فيم سيكون مصيرنا أنا وهي.
ويكمل "في البداية لم أصدق ما قيل لي ولكن عندما سألت بقية أعمامي وتأكدت من صحة الورقة أصابتني حالة من الهستيريا، فليس من السهل بعد كل هذه السنين اكتشاف أن لا عائلة لدي، والأصعب كان أني أنا وريما لسنا أخوة أشقاء. لم أعرف ماذا أفعل خاصة أنني لم أعد أستطيع العيش معها في بيت واحد لأن الشرع يحرم ذلك والخبر بدأ ينتشر فعلاً في المنطقة".
بعد تفكير عميق ونصيحة من بعض الأصدقاء والجيران بضرورة مصارحة ريما قررت ذلك فعلاً وأخبرتها بكل شيء، فأصيبت بانهيار عصبي شديد من هول الصدمة وأدخلت للمستشفى التي بقيت فيها قرابة الأسبوعين، ثم خرجت بحالة أستطيع أن أقول عنها مقبولة.
كانت تقول لي كيف سيكون مصيرنا وإلي أين سيذهب كل منا، وكانت تبكي بحرقة.
بقيت ريما في بيت أحد الجيران، وأنا بقيت عند أحد الأصدقاء فالبيت أخذه عمي، وكنت أتردد عليها كل فترة.
أبي وأمي اللذان أشرفا على تربيتنا نسبا أسماءنا بأسمائهم، وكان تبنياً وتم تسجيلنا رسمياً، لهذا لم نستطع معرفة الحقيقة كل هذه السنين، ولكن في الورقة التي جلبها شقيق والدي كان كل شخص منا مكتوب باسم العائلة التي أنجبته، ولكن والدي الآن متوفي ولا أستطيع محاسبته أو سؤاله لماذا فعل ذلك.
أما عن حياتي أنا وريما فكما قلت لك عشت أنا مع صديقي في بيته وهي عاشت في بيت الجيران الذين وقفوا معنا كثيراً وقدموا لنا المساعدة.
ولكن لم يعد الحال يعجبني لأنني أصبحت أتضايق وكذلك ريما، أصبحت كل يوم أذهب إلى محامين وشيوخ وأحصل على فتاوى.
وفي ليلة وأنا أفكر قلت لم لا أتزوج ريما، وفعلاً قررت ذلك بعد أن قالوا لي يجوز لأننا لم نرضع من ثدي واحد، رغم صعوبة الوضع على أي رجل وامرأة ولكن هذا القرار اتخذته لحماية ريما لأنها لم تستطع مواجهه الحياة بمفردها بعد ما حصل، ولم يكن ممكناً بقاؤها في بيت الجيران.
وفي اليوم الثاني ذهبت إليها وتكلمت معها في الموضوع، وكذلك تكلمت مع جيراني وأخذت رأيهم في هذا القرار، فكان الترحيب والفرحة تملأ وجوههم، أما ريما فكانت مترددة، ولكن بعد عدة أيام وتدخل الأصدقاء لإقناعها وافقت، وفعلاً تزوجنا بعد شهر من اتخاذ القرار.
ويختتم "لم أفكر بشيء إلا أنني أريد حماية ريما، ولا أريدها أن تعاني أو تتشرد في هذه الحياة، وكل تلك الأشياء جاءت صدفة، وقد تفاجأت من أهل الخير من جيراني وأصدقائي الذين قاموا بجمع مبلغ لكي يشتروا لي بيت، وأيضاً تم تأمين عمل لي في إحدى الشركات، كما أشرف الأصدقاء على تنظيم حفلة زواجي. الدنيا لم تنقطع من أهل الخير والحمد لله"
هذه ليست قصة فيلم سينمائي بل حقيقة حدثت في العاصمة الليبية طرابلس.
يحكي سعيد، حسب موقع "مراسلون" قائلاً "كنا نعيش وسط عائلة مكونة من أب وأم ونحن الولدان الوحيدان لهما في منطقة تاجوراء (شرق طرابلس). أنا خريج هندسة كمبيوتر ولكن لم أعمل بالمهنة لأنني كنت أساعد والدي في محل المواد المنزلية الذي كان يملكه، أما ريما فدرست الثانوية ولم تكمل دراستها لأنها لم ترغب في ذلك وظلت تساعد أمي في البيت".
كنا أسرة مليئة بالمحبة وكان والدانا يحباننا كثيراً ولكن في سنة 2009 وقعت الكارثة التي غيرت حياتنا.
كان يوم الجمعة عندما كان أبي وأمي خارج البيت لزيارة أحد الأقارب وحين عودتهما وفي الطريق الساحلي وقع لهما حادث مروري أودى بحياتهما في الحال. كان ذلك اليوم مؤلماً جداً، وكانت الصدمة كبيرة علينا أنا وأختي ريما التي أصابها الحزن الشديد لفراقهما.
بعد مرور شهرين على الحادثة أتى محامي العائلة إلى بيتنا ليخبرني أن والدي ترك لي أنا وريما كل مايملك، وتم تسجيله باسمينا، أي البيت والمحل الذي كان يملكه.
ويضيف كان أبي لديه خمسة أشقاء، وكان الشقيق الأكبر دائم المشاكل مع والدي ويحمل شعور الكره لي أنا وريما ولا نعرف لماذا. عند سماعه خبر أن والدي كتب كل مايملك لنا غضب كثيراً وجاء إلي ليقول لي أنتما لا تملكان الحق في ميراث أخي بل نحن لأننا أشقاؤه.
لم أفهم ماذا كان يقول، ولكن بعد أسبوع جاء إلى البيت يصرخ ويقول لنا علينا أن نترك البيت وإن هذا البيت من حقه هو وأخوته، تفاجأنا بهذا القول وأخذته خارج البيت لكي أحاول أن افهم هذا الكلام، فأخرج لي ورقة كان مكتوباً فيها بأننا أنا وريما لسنا إخوة، وأن كلاً منا لديه عائلة متوفاة، وهذه العائلة قامت فقط بتربيتنا. فكانت الصدمة ولم أستطع أن أستوعب هذه الحقيقة التي غيرت حياتنا، وبدأت أفكر فيم سيكون مصيرنا أنا وهي.
ويكمل "في البداية لم أصدق ما قيل لي ولكن عندما سألت بقية أعمامي وتأكدت من صحة الورقة أصابتني حالة من الهستيريا، فليس من السهل بعد كل هذه السنين اكتشاف أن لا عائلة لدي، والأصعب كان أني أنا وريما لسنا أخوة أشقاء. لم أعرف ماذا أفعل خاصة أنني لم أعد أستطيع العيش معها في بيت واحد لأن الشرع يحرم ذلك والخبر بدأ ينتشر فعلاً في المنطقة".
بعد تفكير عميق ونصيحة من بعض الأصدقاء والجيران بضرورة مصارحة ريما قررت ذلك فعلاً وأخبرتها بكل شيء، فأصيبت بانهيار عصبي شديد من هول الصدمة وأدخلت للمستشفى التي بقيت فيها قرابة الأسبوعين، ثم خرجت بحالة أستطيع أن أقول عنها مقبولة.
كانت تقول لي كيف سيكون مصيرنا وإلي أين سيذهب كل منا، وكانت تبكي بحرقة.
بقيت ريما في بيت أحد الجيران، وأنا بقيت عند أحد الأصدقاء فالبيت أخذه عمي، وكنت أتردد عليها كل فترة.
أبي وأمي اللذان أشرفا على تربيتنا نسبا أسماءنا بأسمائهم، وكان تبنياً وتم تسجيلنا رسمياً، لهذا لم نستطع معرفة الحقيقة كل هذه السنين، ولكن في الورقة التي جلبها شقيق والدي كان كل شخص منا مكتوب باسم العائلة التي أنجبته، ولكن والدي الآن متوفي ولا أستطيع محاسبته أو سؤاله لماذا فعل ذلك.
أما عن حياتي أنا وريما فكما قلت لك عشت أنا مع صديقي في بيته وهي عاشت في بيت الجيران الذين وقفوا معنا كثيراً وقدموا لنا المساعدة.
ولكن لم يعد الحال يعجبني لأنني أصبحت أتضايق وكذلك ريما، أصبحت كل يوم أذهب إلى محامين وشيوخ وأحصل على فتاوى.
وفي ليلة وأنا أفكر قلت لم لا أتزوج ريما، وفعلاً قررت ذلك بعد أن قالوا لي يجوز لأننا لم نرضع من ثدي واحد، رغم صعوبة الوضع على أي رجل وامرأة ولكن هذا القرار اتخذته لحماية ريما لأنها لم تستطع مواجهه الحياة بمفردها بعد ما حصل، ولم يكن ممكناً بقاؤها في بيت الجيران.
وفي اليوم الثاني ذهبت إليها وتكلمت معها في الموضوع، وكذلك تكلمت مع جيراني وأخذت رأيهم في هذا القرار، فكان الترحيب والفرحة تملأ وجوههم، أما ريما فكانت مترددة، ولكن بعد عدة أيام وتدخل الأصدقاء لإقناعها وافقت، وفعلاً تزوجنا بعد شهر من اتخاذ القرار.
ويختتم "لم أفكر بشيء إلا أنني أريد حماية ريما، ولا أريدها أن تعاني أو تتشرد في هذه الحياة، وكل تلك الأشياء جاءت صدفة، وقد تفاجأت من أهل الخير من جيراني وأصدقائي الذين قاموا بجمع مبلغ لكي يشتروا لي بيت، وأيضاً تم تأمين عمل لي في إحدى الشركات، كما أشرف الأصدقاء على تنظيم حفلة زواجي. الدنيا لم تنقطع من أهل الخير والحمد لله"
0 Komentar untuk "اكتشف أنها ليست أخته.. فتزوجها"